المشرف Admin
عدد الرسائل : 498 العمر : 41 البلد : فلسطين العمل/الترفيه : محامي تاريخ التسجيل : 10/09/2007
| موضوع: في البناء الداخلي الجزء الثاني الأحد فبراير 24, 2008 9:57 am | |
| من هم هؤلاء؟؟
يحدثنا القرآن الكريم أن هذه الفئة قبل أن تتوجه لخوض معركة القتال مع العدو كانت قد خاضت معركة مع نفسها في ذاتها حتى خلصت نفسها وخلصت ذاتها وتطهرت روحها وأصبحت مؤهلة لتحقيق الفوز الحاسم.
أنظر { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم }. " التوبة 111".
من هم هؤلاء ؟
{ التائبون العابدون الحامدون السائحون الراكعون الساجدون الآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين }. " التوبة: 112".
إنهم يمثلون مجتمعا حامدا راكعا ساجدا أمرا بالمعروف وناهيا عن المنكر, أنهم حملة رسالة, لا يقاتلون من أجل القتال, مجتمع مصطبغ بصبغة الله, إنه يقاتل من أجل رسالة, من أجل عقيدة الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر والحافظين لحدود الله وشرفها بأن تكون في حالة مواجهة مع العدو الذي شن حرب ابادة ضد أمتها ودينها.
لا بد إذا من الانتصار في معركة البناء الداخلي, ولا بد من إزاحة كل راية العدل الإلهي, وإزاحة كل منكر يمثل في واقعها عائقا للنصر.
إن السيئة لا تمحوها السيئة, لسيئة تمحى بالحسنة.
وفمحمد: قرآني يقول جل من قائل:{ يأيها الذين آمنوا إن تنصروا الله ينصركم ويثبت أقدامكم }." محمد : 7"
إن تنصروا الله فيما بينكم فتطبق شرائعه وتعلو رايته, (( تنصروا الله هنا ينصركم هناك ويثبت أقدامكم )).
وهناك تلازم وترابط تام بين الانتصار في معركة مع العدو وبين الانتصار الذي نحققه على أنفسنا في بنائنا الداخلي نقيم الأمانة والعدل { إن الله يأمركم أن تأدوا الأمانات إلى أهلها وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل إن الله نعما يعظكم به }." النساء:58".
يقول تعالى: { ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز}." الحج:40".
وأهل التفسير يقولون: ( اللام ) للقسم لأن هناك قسما محذوفا, أي: والله لينصرن الله من ينصره, وهذا ضرب من ضروب التأكيد يقصد به بث الطمأنينة في قلوب المؤمنين, ولم يكتف ربنا عز وجل بهذا التأكيد { ولينصرن الله من ينصره }, بل بالتعقيب { إن الله لقوي عزيز }, وهذه لام أخرى للتأكيد.
وينصر الله المجاهدين هناك في المعركة مع العدو { ولينصرن الله من ينصره }, وهنا في مواجهة الظلم والانحراف والفرقة والتخلف, { ولينصرن الله من ينصره} من يجاهد لرفع راية الإسلام وإرساء قيم العدالة والحرية والكرامة.
الذي يئن تحت وطأة الظلم, كيف يمكن أن يندفع للمواجهة ؟؟؟ والذي يعيش الإحساس بسوء توزيع الثروة والفوارق الطبقية الكبيرة وفقدان العدالة كيف تجره إلى ساحات التحدي ؟؟؟.
يتببببببببع | |
|