المشرف Admin
عدد الرسائل : 498 العمر : 41 البلد : فلسطين العمل/الترفيه : محامي تاريخ التسجيل : 10/09/2007
| موضوع: البناء الداخلي _ الجزء الأول_ الأحد فبراير 17, 2008 1:31 pm | |
| كما وعدتكم أنني سأبدا معكم سلسلة جديدية بعنوان ( البناء الداخلي ) ها هاي أول مقالات هذه السلسلة الطيبة ان شاء الله تنال إعجابكم وتستفيدو ا منها جيدا ولا تبخلوا علينا بنصائحكم وملاحظاتكم دوما أترككم الآن مع سلسلة البناء الداخلي: في البناء الداخلي يقول الله تعالى: { أفمن أسس بنيانه على تقوى من الله ورضوان خير أم من أسس بنيانه على شفا جرف هار فانهار به في نار جهنم والله لا يهدي القوم الظالمين }. " التوبة: 109 ".
هذا أوان المصارحة وأوان المناصحة ولا خير في أخوة لا مصارحة فيها ولا مناصحة لاسيما ونحن نخوض هذه المواجهة الحاسمة التي يترتب عليها بقاؤنا أو فناؤنا, فلا بد أن نصارح بعضنا بعضا وأن نتناصح ونحن نخوض هذه المواجهة ونتعرض لهذه الحرب الظالمة وهذه الحملة الشرسة.
هناك تلازم بين الانتصار الذي يمكن أن يحققه المسلمون في معركة المواجهة المسلحة على خط النار مع العدو, وبين الانتصار الذي ينبغي أن يسعى المسلمون لتحقيقه في معركة البناء الداخلي في مواجهة الظلم والانحراف والتخلف والفرقة بكل مستوياتها, إذ أننا لا يمكننا أن ننتصر في تلك المواجهة المسلحة مع العدو دون أن نحقق انتصارا كبيرا في معركتنا الداخلية؛ في معركة البناء الداخلي, بإرساء قيم العدل والإحسان وما يترتب على هذه القيم الربانية من أمانة ووحدة واستقامة, وحتى تواجه عدوك وتحسم المعركة معه لصالحك فلا بد أن تكون قد خضت معركة أخرى مع نفسك وفي داخل مجتمعك متصديا للآفات التي تهدد الأمة وتمثل عائقا كبيرا في طريق الانتصار الأكبر على العدو.
معركة البناء الداخلي ليست مقصورة على دائرة من الدوائر وإنما هي شاملة في الجامعة والمدرسة وفي الحكومة والمعارضة, في الأفراد والأحزاب, لا بد من خوض هذه المعركة حتى تصطبغ الأمة بصبغة الحق,
"البقرة:له ومن أحسن صبغة ونحن له عابدون }. "البقرة: 138 ".
وعندئذ تتحقق الوحدة وتتحقق العدالة, ويتحول الناس فردا فردا إلى ما قلت, هذا أمر بعيد المنال بل يكاد يكون مستحيلا لكننا نتكلم عن الصبغة العامة للأمة والمجتمع.
هل يعتقد أحد أن من ينوء تحت وطأة الظلم ومن ينوء تحت وطأة الفرقة ومن ينوء تحت وطأة التخلف يمكن أن يحقق نصرا حاسما على عدو؟ ...... لا أعتقد ذلك!!!
واليوم ننظر بعين القرآن الكريم على هذا المعنى وعلى ما ينبغي أن يتحرر منه المسلمون من آفات في لحظات المواجهة الحاسمة مع أعدائهم.
يقول الله تعالى: { إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون وعدا عليه حقا في التوراة والإنجيل والقرآن ومن أوفى بعهده من الله فاستبشروا ببيعكم الذي بايعتم به وذلك هو الفوز العظيم }. " التوبة: 111".
يتكلم القرآن عن الفئة المختارة لحمل رسالته وللتضحية في سبيلها ولتحقيق الانتصار على قوى الظلم وعلى قوى الطغيان, هذه الفئة المؤهلة لخوض المعركة ولخوض المواجهة, ولتحقيق النصر الحاسم.
يا ترى من هي هذه الفئة ؟ ما هي صفاتها ؟ وما هي سماها ؟ هذا ما سنوضحه بعون الله وتوفيقه في المرة القادمة ملاحظاتكم تهمنا فلا تبخلوا علينا | |
|