لحن الأمل
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
لحن الأمل


 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟

اذهب الى الأسفل 
2 مشترك
كاتب الموضوعرسالة
لحن الحياه

لحن الحياه


انثى عدد الرسائل : 124
العمر : 37
تاريخ التسجيل : 12/09/2007

أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟ Empty
مُساهمةموضوع: أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟   أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟ I_icon_minitimeالأربعاء سبتمبر 19, 2007 9:23 pm

لقد بدأت اسرائيل منذ اليوم الأول لاحتلالها القدس باتخاذ كافة الإجراءات والممارسات الممنهجة والاستفزازية لتغريب المقدسيين وزعزعة هويتهم وشخصيتهم العربية والإسلامية بطرق عديدة أهمها محاربة لغتهم العربية فبعد أن ضم القدس المحتلة ادارياً وسياسياً ، قامت اسرائيل بتنفيذ عدة خطوات طالت في طريقها كل ما يمت بصلة للعرب والمسلمين لدمج أهلها الأصليين وإذابتهم في بنية المجتمع والمؤسسات والدوائر الإسرائيلية.

فقامت السلطات الاسرائيلية في 29 حزيران 1967 بحل مجلس أمانة شرقي القدس وإلحاقها ونقل املاكها بمنطقة نفوذ بلدية غربي القدس وإلغاء القوانين الأردنية واستبدالها بالتشريعات والقوانين الإسرائيلية، وإغلاق البنوك العربية، ومراكز الخدمات الطبية والاجتماعية، وتجميد تنفيذ أحكام المحاكم الشرعية الإسلامية.

كما قامت في 9 آب 2001 بإغلاق الغرفة التجارية والصناعية العربية بالقدس وإخضاع أصحاب المهن والتجار والشركات والمحلات العربية للقوانين والتشريعات الإسرائيلية لضمان سريان أحكامها القضائية والإدارية والمالية وتطبيقها على مختلف فعاليات وأنشطة المدينة، وهو ما فرض على العاملين في العديد من القطاعات المهنية والفنية كالهندسة، والطب، والمحاماة، والمحاسبة وغيرها تعلم اللغة العبرية واستخدامها بحكم ارتباطها بعملهم واضطرارهم للتعامل مع هذه المؤسسات والدوائر، فكان ذلك بداية الطرد التدريجي الممنهج لتداول اللغة العربية وإحلال العبرية مكانها.

وتنفيذاً لمخطط التغريب، وإضفاء الصفة اليهودية الصرفة على المدينة، وعدم إبقاء أي شيء للتفاوض عليه في المرحلة النهائية، استمرت الحكومة الإسرائيلية بإجراءات تهويد وأسرلة المدينة وحياة أهلها فكان من أول ما قامت به إلغاء مناهج التدريس الأردنية وإضعاف العملية التعليمية وعدم الاهتمام الكافي بالطالب أو المعلم أو المدرسة، الأمر الذي انعكس سلباً على مجمل التعليم خصوصاً اللغة العربية التي يقوم بتدريسها في احيان كثيرة مدرسون غير متخصصين.

وزاد من تفاقم الوضع الحالي بناء جدار الفصل الذي حال دون إمكانية توفير الهيئات التعليمية المتخصصة ذوي الكفاءات والخبرات العالية المتوفرة بالضفة الغربية ، مما أدى إلى ارتفاع نسبة التسرب في المدارس وعزوف الطلبة عن الدراسة أمام الإغراءات المالية الإسرائيلية لتقاضيهم أجوراً عالية تحفزهم للعمل وترك مدارسهم.

وإمعاناً في هذه السياسة قامت اسرائيل بهدم ونسف وتجريف العديد من المباني والمعالم التاريخية والأثرية والأحياء داخل البلدة القديمة، وتدمير بعض القرى خارجها والتي سوي بعضها بالأرض فلم تعد معالمها أو مواقعها محددة معروفة التي كان آخرها هدم مبنى المجلس الإسلامي الأعلى مقابل غربي القدس ، كما قام بتغيير وكتابة ووضع لافتات ولوحات جديدة على شوارع وطرقات وساحات المدينة لإضافة اللغة العبرية عليها وكتابتها بأسماء عربية مكسرة ومهمشة خاطئة، وبتغيير أسماء بعض القرى والتلال والساحات والشوارع وحتى المباني ذات الأسماء العربية داخل البلدية القديمة وضواحيها والتي يرتبط العديد منها بإيحاءات ودلالات رمزية عربية وإسلامية ويرتبط معظمها بأصول وأماكن دينية أو تاريخية أو اعتباراً لنشأة حضارية أو زراعية أو لمورد مياه أو لجغرافية موقع وخلافه.... واستبدلتها بأسماء عبرية جديدة مستوحاة من كتب وأساطير يهودية قديمة وأسماء زعمائهم وأبطالهم فتحولت مثلاً
: دير ياسين إلى جبعات شاؤول، وساريس إلى شورش، وجبل أبو غنيم إلى »هار حوماة«، والقسطل إلى» كاستيل« ماعوز تسيون ، وتحول اسم حائط البراق إلى »كوتل«، والمسجد الأقصى إلى »هارهابيت«، وجبل المشارف إلى »هارتسوفيم« وسميت مستوطنة رمات شاريت جنوبي القدس نسبة للوزير موسى شاريت، كما قامت بإنشاء وبناء مستوطنات جديدة على أراضي عربية تمت مصادرتها والاستيلاء عليها أطلق عليها أسماء عبرية مثل »رامات أشكول« و»جفعات همغتار« المقامتين على أراضي لفتا، و»بسجات زئيف« التي أقيمت على أراضي حزما وبيت حنينا وشعفاط، ومستوطنة »جيلو« التي أقيمت على أراضي بيت جالا وشرفات وبيت صفافا والمالحة..... وهي أسماء جديدة وغريبة على سكان المدينة العرب هدفها قطع تواصلهم مع تاريخهم وثقافتهم، الأمر الذي زاد من الحزن والمرارة وإحساسهم بالغربة في مدينتهم.

ولتأكيد طمس أسماء معالم المدينة وملامحها العربية والإسلامية العريقة، قامت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة بتخصيص الأموال وتوفير الميزانيات اللازمة لطباعة عشرات الخرائط والأطالس والموسوعات الجديدة التي كتبت بنسق وأسماء يهودية بأكثر من لغة (ولفلسطين كلها) والتي تم نشرها وتوزيعها على الأمم المتحدة ومختلف المنظمات والمؤسسات والمراكز الدولية، والجهات الرسمية والثقافية والإعلامية لإلغاء وشطب الأسماء العربية وتأكيد المسميات العبرية لها.

ومن جانب آخر أدى الحصار الإسرائيلي للاقتصاد الفلسطيني في مدينة القدس، وتضييق الخناق على عمل المقدسيين القاطنين فيها وعدم وجود فرص عمل للشباب في المؤسسات العربية وتفشي البطالة بنسبة تجاوزت 40% إلى اضطرار هؤلاء الشباب لتعلم اللغة العبرية للعمل في إسرائيل! في الوقت الذي أجبر فيه تجار المدينة على إقامة علاقات تجارية مع البنوك والمؤسسات المالية والتجار اليهود بحكم الارتباط القائم بين الطرفين، الأمر الذي اقتضى تداول اللغة العبرية لتصريف أمورهم خصوصاً وأن الحكومة الإسرائيلية تحد من دخول المنتجات والبضائع الفلسطينية لشرقي القدس علاوة على اضطرار معظم المواطنين استخدام اللغة العبرية للتعامل مع دوائر الضرائب والتأمين والبنوك، والمياه والكهرباء والهاتف وخلافه... مما فرض عليهم التحدث بلغة عربية مشوبة بشيء بالغة العبرية التي ازداد استخدامها كلغة تخاطب وتعامل حياتي يومي.

وأمام هذه الهجمة على اللغة والثقافة العربية بل وكل ما هو عربي، وفي مدينة أصبح فيها عدد اليهود أكثر من عدد العرب، وبانتهاج سياسة إسرائيلية تسعى إلى تشويه الهوية والشخصية العربية تساقط واستهان العديد من الشباب ممن ضعف دينهما ووهنت شخصيتهم أو عاشوا ضائقة قاسية أمام الإغراءات المادية فهانت عليهم أنفسهم ووقعوا في حبائل هذه الهجمة بلوي وتلوين ألسنتهم وتشويه لغتهم العربية بالتلفظ ونطق عبارات وكلمات عبرية وأجنبية، متقطعة بتراء تحشر حشراً في كلامهم وأحاديثهم يتشدقون ويتمايعون بها في الشوارع والطرقات ظناً منهم بأن استخدامها يعد تميزاً وتفاخراً عن غيرهم، وأنهم بذلك عنوان كياسة وظرف وتمدن، وليس مظاهر مرض في حياتهم ومجاراة لعادات ومحاكاة لتقاليد غريبة تدل على ضعف روحهم الوطنية وتراجع انتمائهم الوطني.

وساهم في زيادة ذلك تداخل اللغتين وسهولة العبرية حيث أن أساس قواعد العبرانية بنيت في الدرجة الأولى على نظام الصرف والنحو العربيين ولا تزال تستخدم ألفاظاً اصطلاحية مترجمة عما يقابلها في العربية إنما ترجع أصولها إلى اسبانية الإسلامية فأصبحت بعض المفردات والكلمات العبرية جزءاً من تخاطبهم وحديثهم مثل:» أرنونا«/ ضريبة السكن، »كوبات حوليم«/ صندوق المرضى، »بيتحون«/ آمن، »ومحسوم«/ حاجز،» رامزور«/ إشارة ضوئية، »مزجان«/ مكيف، »شلوم«/ مرحبا، »حمموت«/ بيوت بلاستيكية، »حنيا«، موقف! وأصبحت كلمات أجنبية مثل واو/ هاي/ باي/ تشاو/ واي نت/ برافو/ جود/ هاردلك/ ميرسي/ سي يو/ ويك اند، دارجة على شفاههم وألسنتهم.

ومما يزيد الطين بلة ويزيد الحزن والكآبة ما وصل إليه بعض الشباب من استخدام الأسماء والأماكن حسب تسمياتها العبرية بدل من استخدام أسمائها العربية، وفي طرب بعضهم بالأغاني العبرية وإجبار الآخرين على سماعها من خلال رفع أصوات المسجلات في سياراتهم، وفي ارتداء بعضهم للملابس القمصان والسلاسل في أعناقهم وأيديهم التي تحمل عبارات ورموزاً عبرية، مقلدين ومتشبهين بقشور الحضارة الغربية، ولعل ما يثير حفيظة المرء قيام البعض بتبادل بطاقات التعارف والأعياد المكتوبة بلغة عبرية، وإقامة الحفلات والكتابة باللغة العبرية على لوحات بعض المحلات التجارية ووسائط نقل عربية وهو ما يدل على مدى الاستهانة بمكانة اللغة العربية وعدم الاعتزاز بها وتقديرها.

إن لغة أي مجتمع هي بمثابة الأم للإنسان، في حبها وعشقها والمحافظة عليها، فهي أداة تماسكهم واتصالهم وتآلفهم وتفاعلهم، وعن طريقها يتم التفاهم وتبادل الأفكار والمشاعر والمنافع، وبها يتوحد المجتمع ويتماسك وبضعفها يتفكك وتتمزق وحدتهم وتنقطع علاقاتهم بتاريخهم وتراثهم.

لذا فالهجمة الإسرائيلية التي تشن لإضعاف اللغة العربية ودفع المقدسيين لهجر لغتهم العربية وطمسها وإماتتها والتخلص المرحلي منها تهدف إلى تشتيت وتفريق شمل الناطقين بها، وإضعاف هويتهم وشخصيتهم الوطنية وصرف الناس عن دينهم وقيمهم وثقافتهم وعدم الاهتمام بماضيهم ونسيان آدابهم وتراثهم وموروثاتهم.

لذا على الفلسطينيين عموماً والمقدسيين خاصة وهم يسعون أو يضطرون لتعلم لغات غير عربية لضرورات التطور ومواجهة الحياة وتوسيع مداركهم ومعارفهم للاستفادة من علم وخبرات غيرهم. العمل على المحافظة على لغتهم العربية والتفاخر بها فهي من أغنى اللغات كلماً، وأعرقها قدماً، وأوسعها مدى وانتشاراً، وذات حلاوة وطاقة استيعابية ما أهّلها على هضم ومقاومة إحلال أية لغة محلها.

لذا فإن الصمود والإصرار والتوعية على استخدامها وتعزيز الثقة والتداول بها، ونبذ تجنبها أو الخجل منها وتحاشيها بالرغم من التداعيات السلبية عليها نتيجة الواقع السياسي والاقتصادي والاجتماعي المتدهور يصبح واجب وضرورة وطنية يتطلب عمل مؤسساتي منظم يعتني ويهتم ويعيد للغة العربية مكانتها ونشرها واستخدامها وهي مسئولية تقع على أئمة المساجد ومعلمي المدارس وأساتذة المعاهد والجامعات والعاملين في المراكز الثقافية والأدبية.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
المشرف
Admin
المشرف


ذكر عدد الرسائل : 498
العمر : 40
البلد : فلسطين
العمل/الترفيه : محامي
تاريخ التسجيل : 10/09/2007

أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟ Empty
مُساهمةموضوع: رد: أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟   أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟ I_icon_minitimeالجمعة سبتمبر 28, 2007 10:42 am

أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟ 8141-4270-6258
بداية شاكر لكي على هذا الموضوع المفيد الطيب
وعلى كل اطلالاتك المميزة والجد رائعة
ودمتي صديقة وفية للمنتدى
بانتظار المزيد
أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟ 8141-4270-6258
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://alamal.catsboard.com
 
أين نحن من غياب اللغة العربية في القدس؟
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» فى القدس
» بشائر من القدس
» القدس.. في اسطر الهنا
» القدس جوهرة مسلوبة
» آية كريمة جمعت كل الحروف العربية

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
لحن الأمل :: 
القضية الفلسطينية
 :: منتدى مدينتـــي
-
انتقل الى: