السلام عليكم و رحمة الله
لمّ يموت الورد باكراً .. في فلسطين ؟!
للورد أن يتمسكَ بالأرض احتماء لا موت .. فلما سارعوا بالرحيلـ فيها .. قلوبهم التي تشكلت بتلة نقاء .. وأخرى براءة كيف لها أن تركّنا لكل هذا التلوث و تمضي ..؟
أتراها اختنقت بأيدي من عدموا الإنسانية .. أم بيد أُناس ما عادت تلتقي إلا لتشهر سيف .. و تروي أحاديث بطولة من زيف ؟!
هديلهم المغادر سماءنا .. و ضحكاتهم التي ستلقمنا الدمع عوضاً عنها .. وجوههم التي تروي ألف حكاية للبراءة .. ضحية من فيكم غابت ؟ ومن سوى القمر و الشجر و الورد يرثيهم ؟ ونحن أول من استلّ منهم الروح .. و أطعمهم الوجع .. حينما أصبحنا أخوة لغير القتل لا نجتمع !
خمسة هم .. لا .. ربما أكثـر .. زد يا حساب و أوجِع .. لا بأسـ .. زد وصبّ على الجرح أرطال الملح .. علّ الضمير من قمقمه يقم .. علّ الوهن الذي عمرّ القلوب بالوهم يرجع .. علّ سراب الشعارات يصبح أفعال .. علّنا نحمي باقي الأزهار من أن تُغتال .. زد يا حساب و أوجِع ..!
إخوة .. أولاد عّم .. رفاق طفولة و أحلام وردية .. و ركض وضحك مجنون .. عالم جداً حنون .. دونه لا معنى للحياة .. لا بسمة ترتجيها الشفاه .. كيف ذهبوا و لما يا قدر ؟!
أنـا .. ورب البشر أنا .. وأولئكَ من صافحنا دون اكتراث سموم الذنب .. أما هم فقلوبهم طهرٌ ما له حد .. فأجبني لما قام عليهم أصعب حد ،،
[ حدّ الموت ! ]
أجبني بردٍ يُلقم هذا الحزن الثرثار ما يخمده ! لما باتت الطفولة ببرود تذبح ؟! ولما بتنا نكسر فينّا كل الأصوات إلا صوت العصبية من بقوة يرجع ؟!
طفلٌ يبسم له الورد .. يُغني لأجله الطير .. يسهر على راحته ليلاً القمر .. كيف ببساطة يُواري التراب ؟! كيف نكف دمع أمه ؟! كيف نرمم أحلام أباه ؟! ماذا نروي لأخوته .. قصة رحيلـ القمر ؟ أخشى أن يكرهه حين تضرب قلبه نداءات الحنين لأخ كان له نصفاً في الدم واللحم .. والحلم !
وأنتم " عصافير الجنة " ،،
لما آثرتم أن تكونوا أخوة في الحياة .. أخوة في الموت !؟ لما .. ؟!
لأجل أن يتمادى بنّا الجرح ؟! فلا نعود نعلم من أي ثقب يتسرب إلينا الوجع ! أم لأن ترسموا بدماء الطهر كلمة .. لعقول أضحت في سبات .. أن ( إننا أخوة اتحدنا حتى الممات .. فهلا اتحدتم قبل أن لا تكون هناك حياة .. فيضحي يومكم و الآت سراب و رفات ! ) ..
\
/
لأرواح الأطفال الثمانية الذين سقطوا اليوم .. واسقطوا علينا نيازك الحزن