منتصر مرعي -عمان
حاولت أن أخاوره مرارا ،لكنه توارى ورفض مؤثرا صمته
اذ ما عاد يجدي الكلام ،أطرقت مليا حائرا في أمر هذا النورس العراقي
علي اجد حيلة تدفعه الى الكلام ومحاورتي له لكن دون فائدة
فقررت الانصراف يائسا من محاولات
وعندما رجعت الى دواوينه التي اجتازت العيون بصعوبة حتى وصلتني
وجدته يحاورني اسأله فيجيبني
وفاض سيل الكلام بيننا حتى كان الحوار التالي:
قبل ان ابدأ اريد أن اعرف أحمد مطر الإنسان
الفرد في بلادنا
مواطن...أو سلطان
ليس لدينا إنسان
*******
وماذا عن لافتاتك؟
سبعون طعنة هنا ...موضولة النزف
تبدي ولا تخفي
تغتال خوف الموت في الخوف
سميتها قصائدي
وسمها يا قارئي حتفي
***********
كم مضى من عمرك؟
لا أدري
هل اعرف وجهي ؟
لا أدري
كم أصبح عمري
عمري لا يدري كم عمري
كيف سيدري؟
وأنا هجري
***********
أنت مقيم في المهجر أليس كذلك ؟
قلمي يجري
ودمي يجري
وأنا ما بينهما أجري
الجري تعثر في إثري
وأنا أجري
والصبر تصبر لي حتى
لم يطق الصبر على صبري
وأنا أجري
أوطاني شغلي..والغربة أجري
*************
غريب أمرك أيها الشاعرتشكو البعد والغربة ولا تعود الى بلادك؟
رب طالت غربتي
واستنزف اليأس عنادي
وفؤادي
طم فيه الشوق حتى
بقي الشوق ولم يبقى فؤادي
أنا حي ميت
دون حياةأو معاد
وأنا خيط من المطاط مشدود
ألى فرع ثنائي احادي
كلما ازددت اقترابا
زاد في القرب ابتعادي
أنا في عاصفة الغربة نار
يستوي فيها انحيازي وحيادي
فاذا سلمت امري اطفاتني
واذا واجهتها زاد اتقادي
ليس لي في المنتهى الا رمادي
وطنااااااااااااااا لله يا محسنين
حتى ولو بحلم
اكثير هو أن يطمع الميت بالرقاد ؟
************
اخبرني كيف تقسم يومك مع بداية كل نهار؟
هكذا أقسم يومي
ست ساعات ..لهمي
ست ساعات ..لمي
ست ساعات ..لضيمي
ست ساعات
لهمي ولغمي ولضيمي
لحظة واحدة من يومي الخالي
لكي أبدأ بتقسيم يومي
*********
ترتاد عيادة الطبيب مرارا..فما هي علتك؟
جس الطبيب خافقي
وقال لي :
هل ها هنا الألم؟
قلت له : نعم
فشق بالمشرط جيب معطفي
وأخرج القلم
هز الطبيب رأسه ومال وابتسم
وقال لي :
ليس سوى قلم
فقلت :لا يا سيدي
هذا يد وفم
رصاصة ودم
وتهم سافرة ..تمشي بلا قدم
************
لوانك هجرت الشعر لما اوقعت نفسك في المتاعب وجلبت لنفسك المشقة والعناءفلماذا الشعر يا مطر؟
لماذا الشعر يا مطر؟؟؟
أتسالني
لماذا يبزغ القمر ؟
لماذا يهطل المطر؟
لماذا العطر ينتشر؟
أتسالني لماذا ينزل القدر ؟
أنا نبت الطبيعة
طائر حر
************
لانري منك سوي الكلام تماما كحكامك الذين تهجوهم كلاكما لن تعيدو لنا القدس
يا قدس معذرة ومثلي ليس يعتذر
مالي يد في ما جري فالأمر ما
أمرو
وأنا ضعيف ليس لي أثر
عار علي السمع والبصر
وأنا بسيف الحرف انتحر
وأنا اللهب وقادتي المطر
فمتى سأستعر ؟
هزي اليك بجذع مؤتمر
يساقط حولك الهذر
عاش اللهب
..ويسقط المطر
**********
أجدك مهموما حائرا وأخشى الا يشجعني ذلك على الاسترسال في الكلام
ما الذي يجعلك شارد الذهن كهائم في صحراء تيه؟
أصابعي تفر من أصابعي
وأدمعي حجارة تسد مجرى
أدمعي
وخلف سور اضلعي
مجمرة تفور بالضرام
تحمل في ثانية كلام ألف عام
لكنني بيني وبيني تائه
فها أنا من فوق قبري واقف
وها انا جوفه أنام
وأحرفي مصلوبة بين فمي ومسمعي
ما أصعب الكلام ما أصعب الكلام
يا ليتني مثلي أنا أقوى على المنام
يا ليتني مثلي أنا اقوى على القيام
حيران بي ن موقفي ومضجعي
يا ليتني ...كنت معي
**************
صدقت ما أصعب الكلام هذا هو حال الدنيا يا مطر وكأني أرى فيك ذاك الرابض وسط الحمى
تماما كالشهيد ناجي العلي الذي انطقت رسمه شعرا..
عفوا فلا تروي اساي قضيدة
إن لم تكن مكتوبة بدمائي
عفوا فانني غن رثيت فإنما
أرثي بفاتحة الرثاء رثائي
عفوا فانني ميت أيهما
الموتى وكل اخر الأحياء
"ناجي العلي " لقد نجوت بقدرة
من عارنا وعلوت للعلياء
اضعد فموطنك السماء وخلنا
في الارض
إن الأرض للجبناء
من لم يمت بالسيف مات بطلقة
من عاش فينا عيشة الشرفاء
ماذا يضيرك أن تفارق أمة
ليست سوى خطإمن الأخطاء
فمدامع تبكيك لو هي أدركت
لبكت على حدقاتها العمياء
ومطابع ترثيك لو هي أنصفت
لرثت صحافة أهلها الاجراء
تلك التي فتحت لنعيك صدرها وتفننت بروائع الانشاد لكنها لم تمتلك شرفا لكي ترضى بنشر رسومك العذراء
ونعتك من قبل الممات وغلقت
باب الرجاء باوجه القراء