وقفات وأحاديث في شأن اللسان
* ضرورة حفظ اللسان :
قيل للرسول صلى الله عليه وسلم : ( ما النجاة ؟ قال : أملك عليك لسانك وليسعك بيتك , وأبكِ على خطيئتك) حديث صحيح رواه الترمذي وغيره .
وسُئل الرسول صلى الله عليه وسلم عن أكثر ما يدخل الناس الجنة فقال : ( تقوى الله وحسن الخلق , وسئل عن أكثر ما يدخل الناس النار. فقال : الأجوفان : الفم والفرج )
حديث صحيح أخرجه ابن ماجه .
قال معاذ رضي الله تعالى عنه : ( يا رسول الله : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به ؟ فقال : ثكلتك أمك يا معاذ , وهل يكب الناس في النار على مناخرهم إلا حصائد ألسنتهم ) صحيح رواه الترمذي.
وقال رجل ما أخوف ما تخاف علي يا رسول الله ؟ فقال : هذا , وأشار إلى لسانه ) حديث صحيح رواه[/size] الترمذي .
واعلم بأن ( أكثر خطايا ابن آدم في لسانه ) حديث حسن .
واعلم أن ( المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده ) رواه البخاري .
لقد جاء أعرابي وقال : يارسول الله : دلني على عمل يدخلني الجنة , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أطعم الجائع , واسق الظمآن وأمر بالمعروف وانه عن المنكر, فإن لم تطق فكف لسانك إلا من خير) صحيح أخرجه الإمام أحمد .
ومما يدل على خطر اللسان:
هذا الحديث : قال الرسول صلى الله عليه وسلم: ( إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله ما يظن أن تبلغ مابلغت يكتب الله له بها رضوانه إلى يوم يلقاه , وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله , ما يظن أن تبلغ ما بلغت , يكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة ) رواه النسائي .
ومما يدل على خطر الغيبة :
هذا الحديث : قال الرسول صلى الله عليه وسلم ( مررتُ ليلة أُسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظافيرهم , فقلت : يا جبريل من هؤلاء ؟ فقال : هؤلاء الذين يغتابون الناس ، ويقعون في أعراضهم ) أخرجه أحمد وهو حديث صحيح .
وحديث : ( كنا مع الرسول صلى الله عليه وسلم , فارتفعت لنا ريح منتنة , فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أتدرون ما هذه الريح ؟ هذه ريح الذين يغتابون المؤمنين ) أخرجه أحمد وقال الحافظ في الفتح: إسناده حسن .
ومما يدل على خطر الغيبة:
هذا الأثر : مر عمرو بن العاص رضي الله تعالى عنه على بغل ميت فقال لمن معه : والله لأن يأكل أحدكم من لحم هذا خير له من أن يأكل من لحم أخيه .
* ذم الفحش والبذاءة:
تأمل هذا الحديث : قال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إياكم والفحش فإن الله لا يحب الفحش ولا التفحش ) حديث صحيح رواه أحمد .
( ولم يكن الرسول صلى الله عليه وسلم فاحشاً ولا متفحشاً ) صحيح رواه الترمذي .
احذر أخي من تتبع العورات
فقد جاء في الحديث ( يا معشر من آمن بلسانه , ولم يؤمن قلبه , لا تغتابوا المسلمين ولا تتبعوا عوراتهم ، فإنه من تتبع عورة أخيه يتبع الله عورته , ومن يتبع الله عورته , يفضحه وهو في جوف بيته ) حديث صحيح رواه أبو داود.
* الحث على اختيار أحسن الكلام:
ورد في الحديث أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال : ( إن في الجنة غرفاً يُرى ظاهرها من باطنها , وباطنها من ظاهرها , أعدها الله لمن أطاب الكلام , وأطعم الطعام , وصلّى بالليل والناس نيام ) صحيح رواه أحمد
. وفي الحديث : ( الكلمة الطيبة صدقة ) رواه البخاري ومسلم . وفي الحديث : ( اتقوا النار ولو بشق تمرة , أو بكلمة طيبة ) متفق عليه.
وحتى الأموات أمرنا الرسول صلى الله عليه وسلم بهذا الأمر فقال : ( لا تذكروا موتاكم إلا بخير) صحيح رواه النسائي .
وقال ابن عباس رضي الله تعالى عنه : يا لسان قل خيراً تغنم , أو اسكت عن شر تسلم .
وقال أبو هريرة رضي الله تعالى عنه : أنذركم فضول الكلام ,بحسب أحدكم ما بلغ حاجته .
وقال ابن عمر رضي الله تعالى عنه : إن أحق ما طهَّر الرجل لسانه .
وقيل : إن الرجل ليصمت فيجتمع إليه لُبُّه .
وقيل : كثرة الكلام تذهب الوقار .
وقيل : من كثر كلامه كُثر سقطه
وقال الحسن : يا ابن آدم , بسطت لك صحيفة ووكِّل بك ملكان كريمان يكتبان عملك , فأكثر ما شئت أو أقل .
وقيل : من فتنة العلم أن يكون الكلام أحب إِليه من الاستماع .
وقيل : يهلك الناس في خلتين : فضول المال , وفضول الكلام .
دخلوا على أبي دُجانة وهو مريض , ووجهه يتهلل فقالوا : ما لوجهك يتهلل ؟
فقال : ما من شيء من عملي أوثق في نفسي من اثنتين : لم أتكلم فيما لا يعنيني وكان قلبي للمسلمين سليماً .
أقوال في اللسان وما يتعلق به :
قيل :عليكم بالصدق فإنه نجاة .
قال أحدهم : أدركنا السلف وهم لا يرون العبادة في الصوم , والصلاة , ولكن في الكف عن أعراض الناس .
قال أبن عباس رضي الله تعالى عنه : إذا أردت أن تذكر عيوب صاحبك فاذكر عيوبك .
وقال أحدهم : ما أحسب أحداً تفرَّغ لعيوب الناس إلا لغفلة غفلها عن نفسه .
وقال آخر : عليكم بذكر الله فإنه دواء , وإياكم وذكر الناس لأنه داء .
أجمعت الأطباء , أن رأس الطب الحمية , وأجمعت الحكماء , أن رأس الحكمة الصمت .
وقيل : إن الرجل ليطغى في كلامه , كما يطغى في ماله .
وقيل : الصمت وعاء الأخيار..
قيل لأحدهم : أوصني , قال : أقلل من الكلام .
قال أحدهم : لأن أقول (لا) أحب إلي من أن أقول : نعم ,ثم لا أفعل .
قيل : الكذب يسقي باب كل شر .
قيل : الكذب جماع النفاق .
قال عمر رضي الله تعالى عنه : لا تجد المؤمن كذاباً . .