ان الحمد لله حمدا كثيرا طيبا مباركا والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى من اتبع الهدى اما بعد.
قال تعالى (هوالله الذي لااله الا هو عالم الغيب والشهادة هو الرحمان الرحيم).
اخبر الله تعالى انه الذي لااله الا هو فلارب غيره ولا اله للوجود سواه وكل مايعبد من دونه فباطل وانه عالم الغيب والشهادة اي يعلم جميع الكائنات المشاهدات لنا والغائبات عنا فلا يخفى شيء في الارض ولا في السماء من جليل وحقير وصغير وكبير حتى الذر في الظلمات.
وقوله تعالى(هو الرحمن الرحيم)قد تقدم الكلام على ذلك في اول التفسير بما اغنى عن اعادته ههنا والمراد انه ذوالرحمة الواسعة الشاملة لجميع المخلوقات فهو رحمن الدنيا والاخرة ورحيمهما وقد قال تعالى(ورحمتي وسعت كل شيء) وقال تعالى(كتب ربكم على نفسه الرحمة) وقال تعالى (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
ثم قال تعالى(هو الله الذي لااله الا هو الملك)اي المالك لجميع الاشياء المتصرف فيها ممانعة ولامدافعة.وقوله تعالى(القدوس)قال وهب بن منبه اي الظاهر. وقال مجاهد وقتادة اي المبارك وقال ابن جريج تقدسه الملائكة الكرام(السلام) اي من جميع العيوب والنقائص لكماله في ذاته وصفاته وافعاله.
وقوله تعالى(المؤمن) قال الضحاك بن عباس اي امن خلقه من ان يظلمهم وقال قتادة امن يقوله انه حق وقال ابن زيد صدق عباده المؤمنين في ايمانهم به.وقوله تعالى(المهيمن) قال ابن عباس وغير واحد اي الشاهد على خلقه باعمالهم بمعنى هو رقيب عليهم كقوله تعالى(والله على كل شيء شهيد) وقوله(ثم الله شهيد على مايفعلون) وقوله(افمن هو قائم على كل نفس بما كسبت)الاية.
وقوله تعالى(العزيز) اي الذي قد عز كل شيء فقهره وغلب الاشياء فلا ينال جنابه لعزته وعظمته وجبروته وكبريائه ولهذا قال تعالى(الجبار المتكبر)اي لا تليق الجبرية الا له ولا التكبر الا لعظمته كما تقدم في الصحيح(العظمة ازاري والكبرياء ردائي فمن نازعني واحد منهما عذبته) وقال قتادة الجبار الذي جبر خلقه على مايشاء. وقال ابن جرير الجبار المصلح امور خلقه المتصرف فيهم بما فيه صلاحهم.وقال قتادة المتكبر يعني عن كل سوء ثمقال تعالى(سبحان الله عما يشركون).وقوله تعالى(هو الله الخالق البارئ المصور).الخلق التقدير والبرء هو وايجاده سوى الله عزوجل.قال الشاعر يمدح اخر.
ولانت تفري مما خلقت وبعض...........القوم يخلق ثم لايفري.
اي انت تنفذ ما خلقت اي قدرت بخلاف غيرك فانه لا يستطيع ما يريد فالخلق التقدير والفري التنفيذ ومنه يقال قدر الجلاد ثم فرى اي قطع على ماقدره بحسب مايريده.
وقوله تعالى(الخالق البارئ المصور) اي الذي اذا اراد شيئا قال له كن فيكون على الصفة التي يريد.والصورة التي يختار كقوله تعالى(في اي صورةماشاء ركبك) ولهذا قال المصور اي الذي ينفذ ما يريد ايجاده على الصفة التي يريدها
وقوله تعالى(له الاسماء الحسنى)قد تقدم الكلا على ذلك في سورة الاعراف ونذكر الحديث المروي في الصحيحين(عن ابي هريرة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم) ان لله تعالى تسعة وتسعين اسما مائة الا واحدا من احصاها دخل الجنة وهو وتر يحب الوتر وتقدم سياق الترمذي وابن ماجه له عن ابي هريرة ايضا وزاد بعد قوله وهو وتر يحب الوتر. واللفظ للترمذي.(هو الله الذي لااله هو الرحمن الرحيم الملك القدوس القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر الخالق البارئ المصور الغفار القهار الوهاب الرزاق الفتاح العليم القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل السميع البصير الحكم العدل اللطيف الخبير الحليم العظيم الغفور الشكور العلي الكبير الحفيظ المقيت الحسيب الجليل الكريم الرقيب المجيب الواسع الحكيم الودود المجيد الباعث الشهيد الحق الوكيل القوي المتين الولي الحميد المحصي المبدئ المعيد المحيي المميت الحي القيوم الواجد الماجد الواحد الصمد القادر المقتدر المقدم المؤخر الاول الاخر الظاهر الباطن الوالي المتعالي البر التواب المنتقم العفو الرؤوف مالك الملك ذو الجلال والاكرام المقسط الجامع الغني المغني المعطي المانع الضار النافع النور الهادي البديع الباقي الوارث الرشيد الصبور). وسياق ابن ماجه بزيادة ونقصان وتقديم وتاخير وقد قدموا ذلك مبسوطا مطولا بطرقه والفاظه بما اغنى عن اعادته ههنا.
وقوله تعالى(يسبح له مافي السموات والارض) كقوله تعالى (تسبح له السموات السبع والارض ومن فيهن وان من شيء الا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم انه كان حليما غفورا) وقوله تعالى( وهو العزيز) اي فلا يرام جنابه(الحكيم)في شرعه وقدره وقد قال الامام احمد حدثنا ابو احمد الزبيري حدثنا خالد يعني ابن طهمان ابو العلاء الخفاف حدثنا نافع بن ابي نافع عن معقل بن يسار عن النبي صلى الله عليه وسلم قال (من قال حين يصبح ثلاث مرات اعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ثم قرا ثلاث ايات الحشر وكل الله به سبعين الف ملك يصلون عليه حتى يمسىي وان مات مات شهيدا. ومن قالها حين يمسي كان بتلك المنزلة) ورواه الترمذي عن محمود بن غيلان عن ابي احمد الزبيري به. وقال غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه. اخر تفسير سورة الحشر ولله الحمد والمنة.منقول للفائده